عدد الرسائل : 478 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 30/11/2007
موضوع: لا أعلم .. ! الجمعة يناير 25, 2008 5:03 pm
لا أعلم .. !
هلْ أعلنُ الحداد وألبْسُ السوادْ ؟ أم أُسايرالصمتَ الذي خيّمَ على الديار ؟ هلْ أذرفُ دَمعاً وأنهلُ حُزناً ؟ أمْ أجمّدُ مآقيّ وأحجرُ دموعي حتى تتحولَ إلى رمادْ ؟ هلْ أولّولُ وانتّحبُ وأصرخُ حتى أقرعَ الآذان ؟ أمْ أكتفي بالصمتِ الذي لايُطاقْ ؟ هلْ أصنعُ من جِلْدي ورقاً وأجعلُ من دمي حبراً لأقطر به بعضاً من طلاسمٍ ومفرداتْ ؟ أم أحفرُ بعظامي على الرمال ، لِتَمْسَحهُ موجة ٌ غاضبة ترفضُ مااقترفتهُ يُمناي ؟ !! * - * - * - * أَتُراني أخطأتُ ليقابلني بكلِّ قسوةٍ وعنفٍ وصدٍ وجفاءْ ؟ أَتُراني أذنبتُ لأُعاقـَب ؟ أمْ تراه قدْ حُكمَ عليّ بالنكران ؟ إني اتسائل كما لم أتسائل من قبل ، مالذي تغير بل مالذي حصل لأواجَه منه بكل ذلك ؟ لن أطمعَ وأطلبَ القرب ، بل إني اقبلُ بمجرد سؤال إن كنتُ حية ً أرزق أم اني من عداد الأموات ! لستُ أطلبُ الوِدّ والرحمة والشفقة فإن كبريائي قدْ سُحِـقَ إلى زوال ماأنا أُجبرُ الحبيبَ وَصلي ولا أنا أجبره البقاءْ ، بل إني أطالبهُ بالإعتراف ، ألا زال لي مكان ؟ أمْ أرحلُ كبقايا كبرياء ؟ إن كان يخشى خدشَ جزءٍ من مشاعري ، فلا يقلق ، لأنها ما اعتادت إلا على التجريح والإهانة والصد والجفاء ، كما اعتاد قلبي على الحزن واعتادت عينيَّ على البكاء لستُ أستجدي شفقة ً أو أطلب رحمة ، ولكن إن كان حقاً يخشى حزني ، فإني أصرّح بأن رحيله أهون عليّ من بقائه هو والصمت والقسوة والجفاء وأن يرحلَ وأعذب أنا خيرٌ من أن يبقى ويتحمل هو العناء نعمْ ربما قد تَعبَ من حزني وضاق ذرعاً من دموعي وهمومي .. أو ربما أكون أنا من قسوتُ وأنا المذنبة المجرمة .. ! ألم أقتله ذات مرةٍ بكلماتي ؟ ألم أمزق أحشائه بسهامي ؟ ألم أطعنه بخنجري ؟ ومن ثم أتاني خائر القوى مضرجَ الدماء ! ألستُ من فعل بهِ ذلك ؟ ليته يعلم بأنه السبب في قتلي له آلاف المرات ! صمته .. آهٍ من صمته الذي مزقني وهزني من الأعماق كالزلزال .. كالبركان .. ! حيرني وأحزنني .. دمرني وآلمني .. أبكاني وأعماني .. ومن ثم رماني ! أراه حجراً لاينطق فأتسائل أتراه بلا إحساس ؟ أم انه وُلد دونه ؟ لكنه يستمر في صمتهِ ويثير جنوني ، فأطعنه وأمزقه .. وليتني أتمكن من أن أحيله إلى أشلاء ؛ عسى أن يتسلل الإحساس إلى قلبه ! لكن .. دون جدوى !! أعاتبه .. أجادله حتى تُضرم النيران في أحشائي وتتحول إلى هشيم ورماد ومن ثم يُقابلني بكل هدوء وأمان بإبتسامة وملاطفة بحديثه المعسول تُجبرني على الإنهزام ! *-*-*-*-*-* حقاً .. إن الكلام المعسول يخدع الأغبياء