عدد الرسائل : 478 العمر : 34 تاريخ التسجيل : 30/11/2007
موضوع: الضمير ؟ هل موجود حقا ام في عقولنا فقط ؟ الأحد فبراير 03, 2008 11:56 am
كثيرا ما تتردد الكلمة الجميلة ، ذات المعاني المتلألئة ، والمفاهيم البراقة ، على السن الكثير من الناس ، دون ان يملك البعض منهم أي ذرة ، من هذه الكلمة الزاخرة بالجمال ، والعابقة بأريج الخير والطيبة والسماحة والبهاء ، كيف يمكن ان نحدد بكلمات بسيطة ، معنى الضمير ؟ ذلك المخلوق العصي على الإفهام عند بعض الناس ، يمكن ان نأتي بكلمات قليلة لتعريف معنى الضمير الغائب دوما ، وقد أفل نجمه ، منذ وقت سحيق ، او لعله لم يعرف السطوع ، أبدا ومات قبل ان يشهد الولادة حقا ، الضمير الذي ياتي الى بعض الناس عنيفا شاجبا مستنكرا ، يتكلم بعنف ، يصرخ وهو يدلي بالأدلة كلها انك قد اقترفت إثما كبيرا ، وانك قد جانبت الصواب على اثر كلمة قلتها بحق عزيز عليك ، او حبيب ، تفوهت بكلمة بحقه ، ولم تفكر حينها ان ضميرك المستيقظ دائما ، والذي لا يعرف الصمت ، ولم يجرب السكون ،، قد ثار عليك ثورة شنعاء ، وأقام الدنيا ولم يقعدها لكلمة واحدة فقط ، وما بال ذلك المخلوق صامتا ساكتا ، غير قادر على الكلام والظهور ، حين يقترف البعض آثاما عصية على التعداد ، يسلب غيرك حقوق كاملة لآخرين قد سهروا الليالي الطوال من اجل الحصول عليها ، سكبوا العرق والدموع غزيرة في سبيل ان ينعموا ببعض الحقوق فجاء من سرقها بعز النهار ، واستولى عليها ولم يترك لأصحابها ما يقيم أودهم ، او يقيهم حاجاتهم الكثيرة والتي تطلب التلبية ، وتصرخ بأعلى أصواتها الا من ملبي لتلك الحقوق ، وقد ضحينا وبذلنا الغالي والنفيس ، لماذا يموت الضمير ،، حين يرتكب البعض جرائم القتل والتعذيب والتزوير ، او الرشوة والسطو على ممتلكات الآخرين ، لماذا يحاسبك ضميرك على كلمة واحدة تفوهت بها في لحظة غضب مثلا ، ويسكت عن عمليات الاحتيال والخداع واللعب على الناس ، والكذب عليهم ، والتلاعب بعواطفهم ، لماذا يسكت الضمير مرتاحا حين ترتكب أبشع صنوف التزوير وثلب الكرامات وتشويه السمعة ، وسرقة الأوطان ، لماذا يكون ضميرك واعيا متربصا ، يلهبك بسياطه اللاسعة المؤلمة ، وانت لم تقترف إثما او تجن ذنبا ؟ ولماذا يسكت الضمير وقد يتلاشى او يزول حين ترتكب الموبقات بحق البشرية جميعا ، وحين تباد شعوب بأكملها ؟ فماذا يعني الضمير ؟ وهل هو دليل قوة ام ضعف ؟ ولماذا يكون عند بعضنا متوثبا لا يرحم ولا يقبل عذرا لأقل هفوة وان كانت كلمة غير مقصودة ، لكنه ينام قرير العين مطمئنا حين تهرق الدماء زكية ، وتسرق الممتلكات ، وتسلب الحقوق ؟ هل الضمير موجود فعلا ام انه من اختراعنا نحن المرهفون العاطفيون ، الحالمون بولادة حياة أفضل لا وجود لها الا في خيالنا النشط المتوثب.