نحن أمة لا نمنح للوقت ذلك الحيز من الإحترام والتوقير ... فالوقت هو الضحية التي نجتهد في قتلها كلما سنحت فرصة لذلك ... أو تلك السويعات المليئة بالفوضى والتوتر وعدم التنسيق ... جراء ضغط الإنشغالات المتكالبة .. أهم مشاكلنا مع الوقت تتجلى في ثلاثة نقط أساسية : ـ ضبط المواعيد : يتم التخطيط لموعد ما .. وغالبا ما نحضر متأخرين بـ 5 دقائق أو أكثر دون أعذار قوية ... وكثيرا ما نتحجج بزحمة الطريق .. أو غيرها من الحجج الواهية ..فلماذا لا نحاول أن نأتي مبكرين بـ 5 دقائق ولماذا لا نعمل حساباتنا منذ البداية لهكذا إكراهات قد تصادفنا في طريقنا نحو الموعد المحدد ؟؟ أم أنه من الضروري أن تجعلنا هذه الإكراهات نأتي متأخرين دائماً وليس مبكرين ؟؟؟ ـ إساءة استعمال الوقت : تجدنا أحيانا نعيش فوضى من الإنشغالات والتراكمات ويتوجب علينا التخلص من كل هذا في حيز زمني ضيق ... وهذا ناتج لعدم إحساننا استخدام الوقت وتنظيمه ، وهذا لأسباب عديدة منها تأجيلنا لبعض الأعمال لوقت لاحق والتسويف المستمر يؤدي إلى تراكمها .. وهنا تبدأ المشكلة فنظل راكضين لاهثين كل اليوم نستجدي من الزمن أن يمنحنا دقيقة أو دقيقتين إضافيتين لأجل استهلاكها ... ، وأحيانا أخرى تجدنا نعيش ساعات طويلة من الفراغ والراحة حتى ليصاب الواحد منا بالتشنج وضيق الصدر من طول الوقت وشساعته وعدم إيجاد عملا ما يُمَارس في هذه الفترة وهذا أيضا ناتج عن إساءتنا لاستعمال الوقت ... فاللخبطة في المواعيد .. وعدم تنسيق الأعمال والأولويات فالثانويات .. هو الذي يسبب كل هذه الفوضى إما ساعات طويلة من الفراغ نسعى إلى قتلها بأي شيء ممكن ... أو دقائق معدودة من العمل المضني والشاق والمتواصل والذي يتطلب إنجازا سريعا .. ومتقنا .. ـ عدم وضع برامج يومية لأعمالنا : وهذه أهم مشاكلنا ، فلو كان كل شخص يضع جدولا بأعماله اليومية وما الذي سينجزه اليوم وكم سيمضي من الوقت في كل عمل ينجزه وما الذي سينجزه غدا ، لتفادينا كل هذه الضغوطات وهذه المشاكل الناجمة عن سوء استخدام الوقت .. من الجميل أن يكون للإنسان برنامج يومي يصنفه حسب الأوليات فيحدد لها الحيز الكافي والترتيب المناسب ثم ينتقل إلى الثانويات وهكذا دواليك حتى إذا ظل له متسع من الوقت بعد ذلك يستطيع اغتنامه في أشياء ثانوية أخرى مفيدة دون اللجوء إلى شيشة ، لقتل الصحة والوقت .. وكذلك دون الوقوع في أزمة وقتية حادة ، تلزمه بأن يكون سوبرمانا لينجز كل تلك الأشغال في ظرف زمني قصير وبعد كل هذا ما الذي يجعلنا لا نهتم بتنظيم الوقت فنعيش للحظاتنا فقط ، ولا ننظر أبعد من أنوفنا ؟؟؟ ونترك الغد لعالم الغيب ، .. أليس هذا سببا عظيما من اسباب تخلفنا ؟؟؟