عبدالرحيم الودادي عضو جديد
عدد الرسائل : 34 تاريخ التسجيل : 30/11/2007
| موضوع: زجل وحكمة.. ; الشجرة والإنسان ; الإثنين فبراير 04, 2008 9:52 pm | |
| شوف الشجرة تابثة وتمايل مع الريح.. وانت عزيمتك ميتة، تلاوح وتطيح الشجرة ظلها صيف وشتا وتمرها مليح.. وظلك صورة باهتة وعملك كيسيح.. من بين الأمثال والحكم الرائعة التي تركها لنا أسلافنا رحمة الله عليهم جميعا،" اللي تلف يشد الأرض"
يعني أن الإنسان تأتي عليه لحظات عصيبة، وظروف قاسية فلا يعرف ما العمل ؟ لهذا وجب التفكير وعدم الانغماس في بحر اليأس عن طريق التأمل في ملكوت الله تعالى. ويجلس مع نفسه لكي يفكر جيدا، ويجد الحلول المناسبة، لأنه لا يأس مع الحياة. والتأمل في الطبيعة عبادة و يكون ناجعا ومفيدا بحيث يمكنك ان تجد حلا أو عدة حلول لمشاكلك.
لماذا ؟؟؟؟؟؟؟ سبحان الخالق الذي أبدع هذا الكون و أوجد في الطبيعة مخلوقات عديدة وأضعف من الإنسان وقدراته الجسدية والعقلية... والتي إذا تأملنا فيها جيدا نجد أنفسنا أننا لا شيء، وأغبياء في محطات عديدة من حياتنا.
والتاريخ مليئ بالقصص في هذا الجانب، حيث نتذكر جميعا قصة الملك الفرنسي الذي فر من ساحة
المعركة وترك وراءه مملكة تحترق، وخيرات تنهب، ونساء يغتصبن... وخلد للراحة بجانب ربوة يجر معه خيبة
الهزيمة
متأملا فيما حوله. فأثارت انتباهه نملة صغيرة الحجم تتصارع مع حبة قمح ضخمة في محاولات عديدة
لكي توصلها إلى بيتها في قمة الربوة، وأفلحت في الأخير. فأعطته هذه النملة درسا بليغا في الصبر والمتابرة ونكران الذات...
بالله عليكم أين نحن من النملة، ونحن الذين نقوم بالدوس على العشرات منها وتهشيم رؤوسها.
يمكن كذلك للشجرة ان تعطينا دروسا ومواعظ في الصبر والجد و الاعتزاز والفخر.
كيف ذلك ؟؟؟؟
كما قلت سالفا في الأبيات الشعرية الزجلية. الشجرة تابثة في مكانها وتستطيع أن تبقى كذلك مهما مر
عليها
من رياح وعواصف وأعاصير.. وتستمر دون عناء ولا كلل. ونحن بني البشر عندما تعصف بنا مشكلة أو مصيبة لا نعرف ما العمل، وأين المفر ؟ وبإمكاننا أن نتحرك ونبحث عن الحلول والبديل عكس الشجرة.
كما أن هذه الأخيرة رغم معاناتها تعطينا ظلا وارفا وتمارا طيبة المذاق.
ونحن ما الذي نعطيه غير النكد وفقدان الثقة في النفس..
لكن ليست هذه نهاية العالم، إذ يمكن أن يستظل الآخرون بظل علمنا وأخلاقنا وتجاربنا المفيدة إذا عرفنا كيف نستفيد من التجارب واللحظات الأليمة. وكذلك ان يستفيد الجميع من أفكارنا إذا كنا مفيدين وعمليين ومؤمنين بالقدر خيره وشره. وليكن شعارنا : " التأمل مفتاح الحياة "
| |
|